بوابة الوفد:
2024-06-02@22:08:36 GMT

تحديد وقت الليل بداية ونهاية.. ودليل ذلك

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الفقهاء اتفقوا على أنَّ أول الليل يبدأ مع غروب الشمس، واختلفوا في تحديد آخره؛ والراجح مِن أقوال الفقهاء: أنه ينتهي بطلوع الفجر الصادق المعترض في الأفق؛ لقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، فالمقصود بقوله تعالى: ﴿طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ أي: صلاة المغرب وصلاة الفجر.

بيان فضل صلاة قيام الليل

أوضحت الإفتاء، أن صلاة الليل مِن أجَلِّ العباداتِ وأعظَمِهَا، وأفضلِ القرباتِ وأحسَنِها، وهي دأبُ الصالحين، وسبيل الفالحين، امتدَحَها وامتَدَح أهلَها ربُّ العالمين؛ فقال في مُحكم آياته وهو أصْدقُ القائلين: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 16-17].

قال الإمام الزَّمَخْشَرِيُّ في "الكشاف": [﴿تَتَجَافَى﴾ تَرتفع وتَتَنَحَّى عَنِ الْمَضاجِعِ عن الفُرُش ومواضِع النوم، داعِين ربهم، عابِدِين له، لأجْل خوفهم مِن سَخَطِه وطَمَعِهم في رحمته، وهم المُتَهَجِّدُون. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تفسيرها: «قِيَاْمُ الْعَبْدِ مِنَ الْلَّيلِ».. والمعنى: لا تَعلم النُّفُوس -كلُّهنَّ ولا نَفْسٌ واحدةٌ منهنَّ لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرسَلٌ- أيَّ نوعٍ عظيمٍ مِن الثواب ادَّخَرَ اللهُ لأولئك وأَخْفَاهُ مِن جميع خلائقه، لا يَعلمه إلا هو مما تَقَرُّ به عيونُهم، ولا مَزيد على هذه العدة ولا مَطْمَحَ وراءها، ثم قال: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فحَسَمَ أطماعَ المُتَمَنِّين].

وتابعت الإفتاء: ولمَّا كان الليل يَنقسم إلى أجزاءٍ يَختص بعضُها بِمَزِيَّةٍ عن غيرها مِن الفضل والأجر، احتاج المسلم أن يعرف هذه الأوقات ابتغاءَ نَيْلِ بَرَكَتِهَا وإحيائها بالعبادة مِن القيام، والتهجُّد، وقراءة القرآن، والْذِّكْرِ، والدعاء وقت السَّحَرِ، والحرص على إيقاع الأذكار في أوقاتها المحبوبة، فإنَّ خيرَ الناس مَن يراعي الأوقات لأجْل ذلك؛ فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللهِ» أخرجه مرفوعًا الأئمةُ: البيهقي في "السنن الكبرى"، والبغوي في "شرح السنة"، والطبراني في "الدعاء"، والحاكم في "المستدرك" ووثَّق إسناده.

قال زين الدين المُنَاوِيُّ في "فيض القدير": [«إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ» أي: مِن خيارهم «الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْأَظِلَّةَ» أي: يترصدون دخول الأوقات بها «لِذِكْرِ اللهِ» أي: لأجْل ذِكره تعالى مِن الأذان للصلاة ثم لإقامتها، ولإيقاع الأوراد في أوقاتها المحبوبة].

بيان تحديد وقت الليل بداية ونهاية ودليل ذلكتحديد وقت الليل

قالت الإفتاء، أن الفقهاء اتفقوا على أنَّ أول الليل يبدأ مع غروب الشمس، واختلفوا في تحديد آخره: هل ينتهي بطلوع الفجر، أو بطلوع الشمس؟

وبينت أن الراجح مِن أقوال الفقهاء: أنه ينتهي بطلوع الفجر الصادق المعترض في الأفق؛ لقول الله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ﴾ [هود: 114]، فالمقصود بقوله تعالى: ﴿طَرَفَيِ النَّهَارِ﴾ أي: صلاة المغرب وصلاة الفجر؛ كما نقل الإمام الطبري في "جامع البيان" بسنده عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ثم رجَّح ذلك بقوله: [وأَوْلَى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب قولُ مَن قال: هي صلاة المغرب، كما ذكرنا عن ابن عباس رضي الله عنهما.

وأكدت الإفتاء، أن ما قالته هو أَوْلَى بالصواب؛ لإجماع الجميع على أن صلاةَ أحد الطرفين مِن ذلك صلاةُ الفجر، وهي تُصلَّى قبل طلوع الشمس، فالواجب إذ كان ذلك مِن جميعهم إجماعًا أن تكون صلاةُ الطرف الآخَر المغربَ؛ لأنها تُصلَّى بعد غروب الشمس].

وأردفت الإفتاء: فإذا كانت صلاتَا المغرب والفجر طَرَفَي النَّهار، دلَّ ذلك على أنَّ ما بينهما هو وقت الليل، ويؤيد ذلك قول الله تعالى في محكم التنزيل: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾ [البقرة: 187]، وقوله تعالى: ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 5]، ووجه ذلك: أن "حتى" تفيد انتهاء الغاية، فدلَّ على أنَّ ليالي شهر رمضان المبارك التي يُباح فيها الأكل والشرب تنتهي بطلوع الفجر، وكذا ليلة القدر، ولا وَجْهَ لتخصيص انتهاء هذه الليالي بطلوع الفجر دون غيرها؛ "لأن الليالي كلها تكون بهذه الصفة"؛ كما في "غرائب التفسير وعجائب التأويل" لبرهان الدين الكرماني.

قال فخر الدين الرازي في "مفاتيح الغيب": [قولنا: "مِن أول طلوع الفجر الصادق"، والدليل عليه قوله تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾، وكلمة ﴿حَتَّى﴾ لانتهاء الغاية، وكان الأعمش يقول: أوَّل وقته إذا طَلَعَت الشمسُ، وكان يُبيحُ الأكلَ والشربَ بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس، ويَحتجُّ بأن انتهاء اليوم مِن وقت غروب الشمس، فكذا ابتداؤه يجب أن يكون مِن عند طلوعها، وهذا باطلٌ بالنصِّ الذي ذكرناه]، وهو ما نصَّ عليه جمهور أهل اللغة والتفسير.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الافتاء غروب الشمس أول الليل صلاة المغرب صلاة الفجر فضل صلاة قيام الليل غروب الشمس طلوع الفجر وقت اللیل ال خ ی ط على أن

إقرأ أيضاً:

فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

صيام العشر الاوائل ذي الحجة.. يبحث العديد من المواطنين عبر محرك البحث"جوجل"، عن موعد بدء صيام العشر الاوائل ذي الحجة ولاسيما مع قرب انتهاء شهر ذي القعدة.

 ووفقًا لما أعلنته البحوث الفلكية فإن غرة شهر ذي الحجة سيكون يوم الجمعة الموافق 7 يونيو المقبل، ويكون عيد الأضحى المبارك يوم 16 يونيو.

الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه بشأن محاولات إسرائيل تصنيف الأونروا منظمة إرهابية‎
فضل شهر ذي الحجة

ويعد شهر ذي الحجة هو الشهر الثاني عشر من السنة القمرية، أو التقويم الهجري، والشهر الثاني من الأشهر الحرم، التي ورد ذكرها في قوله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ» (سورة التوبة 36).


وتعتبر الليالي العشر من أفضل الليالي التي أقسم بها الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة الفجر "وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ"، ففي هذه الأيام توجد نفحات لله عز وجل تتجلى  في أوقات وأماكن يختارها المولى جل شأنه ويصطفيها ترغيبًا في الطاعة ومُضاعَفة للثواب، حتى يزداد الناس حبًّا لله واستقامةً على سبيل الرشاد
وفي حديث ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، الذي أخرجه البخاري ومسلم، قال النبي "صلى الله عليه وسلم" "ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبّ إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة"، العمل الصالح عمومًا.


يستحب خلال شهر ذي الحجة، ولاسيما في العشر الأوائل، ذكر الله تعالى، والصدقة على الفقراء والمساكين، بِرٍّ للوالدين، صلةٍ الأرحام، الصلاةٍ، الصيامٍ، القيامٍ، أو جهادٍ، أو حجٍّ، أو عمرةٍ، إلى غير ذلك من أنواعه.

مقالات مشابهة

  • مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 3 يونيو 2024 في المدن والعواصم العربية
  • موعد عيد الأضحى 2024 في مصر والسعودية: انتظار وترقب لتحديد بداية شهر ذي الحجة
  • وكيل أوقاف أسيوط لـ "الفجر": تجهيز 153 ساحة لصلاة عيد الأضحى المبارك
  • صلاة الفجر | مواقيت الصلاة اليوم الأحد 2 يونيو2024
  • بالقاهرة والمحافظات.. ننشر مواقيت الصلاة اليوم الأحد 2 يونيو 2024
  • موعد فصل الصيف رسميًا.. البحوث الفلكية تُجيب
  • فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
  • مواقيت الصلاة اليوم السبت 1 يونيو 2024 في المدن والعواصم العربية
  • رعود بداية من السادسة مساء إلى منتصف الليل على هذه الولايات
  • مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 31 مايو 2024 في المدن والعواصم العربية