قال الدكتور صبحي عسيلة، الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن في صراع الزوايا، قمة الحياد أن تعلن انحيازك منذ البداية للقضية.

وأضاف خلال حواره مع الإعلامي الدكتور محمد الباز ببرنامج «الشاهد»، المُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن أحداث السابع من أكتوبر شهدت مبالغة غير مسبوقة من إسرائيل في الأحداث والأرقام.

الإعلام قادر على صناعة شيء من لا شيء

ونوه بأن الإعلام قادر على صناعة شيء من لا شيء، والإعلام لا بد أن يعرض الحقيقة دون تضخيم أو تسليط الضوء على صورة معينة.

وأشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي بالغ بشكل كبير في أحداث السابع من أكتوبر؛ الأمر الذي صدر المشهد للشارع الإسرائيلي بأن جيشهم قد هُزم وهذا إهانة للجيش الذي لا يقهر.

الفصائل الفلسطينية ارتكبت خطأ بتصوير طوفان الأقصى 

وتابع أن الفصائل الفلسطينية ارتكبت خطأ عند تصوير عدد من المشاهد لعملية طوفان الأقصى، وهذا ما دفع الإعلام الإسرائيلي والدولي إلى فبركة بعض الحقائق مثل قتل الفصائل للأطفال وغيرها من الاتهامات التي روجت لها الحكومة الإسرائيلية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل العدوان الإسرائيلي أحداث 7 أكتوبر

إقرأ أيضاً:

الصورة هي الرسالة

 

محمد رامس الرواس

الحرب التي تخوضها المُقاومة الفلسطينية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي هي معركة ذات أربعة أبعاد؛ البعد الأول من جانب واحد وهو القصف الجوي، والبعد الثاني المعركة البرية، أما البُعد الثالث فيتمثل في الحرب الاستخباراتية، بينما يتضح البعد الرابع من خلال الحرب الإعلامية، ولقد وُفِقَت المقاومة الفلسطينية في استخدام واستعمال الأدوات الإعلامية لصالحها، فكانت لها الريادة في حرب غزة الإعلامية، فأجادت في استخدام الإعلام عبر بث رسائلها بالصوت والصورة؛ مما كان له الأثر الكبير في إرباك العدو، ودفعه لتغيير خططه العسكرية، وبالتالي أهدافه السياسية التي لم تتحقق أصلًا، وكانت هذه حرب إعلامية تخوضها حماس بكل جدارة ودهاء عبر إعلامها العسكري، الذي يتابعه الشارع الإسرائيلي لحظة بلحظة أكثر من غيره!

لقد جعلت المقاومة الفلسطينية- مُمثلة بإعلامها العسكري؛ سواء لكتائب القسام أو سرايا القدس-  من الصورة رسالة موثقة بأدلة وبراهين لا تقبل الشك، ومدعومة بحقائق واقعية وجَّهتها إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي والشارع الإسرائيلي على حدٍ سواء، بين الحين والآخر، مما أوقع فيهم ضررًا نفسيًا بليغًا.

ومن يدير الإعلام العسكري للمقاومة الفلسطينية في هذه المرحلة العصيبة "مرحلة الذروة"- كما يُطلِق عليها المحللون العسكريون- أُناسٌ أذكياء ودهاة؛ إذ يختارون الوقت المناسب لبث ما يريدون أن يوصلوه إلى العدو، فأحيانًا قد ينتظرون حتى انسحابه من أحد الأحياء بغزة أو أحد المخيمات، ويقومون بعد ذلك بنشر ما يريدون قوله؛ ليؤكدوا أن جيش الاحتلال قد انسحب مُرغمًا ومُكرهًا دون تحقيق هدف، ولم يحقق سوى التخريب وقتل المدنيين العزل. وكان عنوان رسائل إعلام المقاومة دائمًا المصداقية، إضافة إلى أنه يختار التوقيت المناسب والصورة المناسبة والكلمة المناسبة باحترافية ومهنية عالية.

ومن خلال هذا الثلاثي (المصداقية والصورة والكلمة)، وبتفاصيل محسوبة وكلمات مختارة، استطاع أن يُحرز نجاحًا باهرًا في الحرب الإعلامية ضد العدو الإسرائيلي؛ مما ألقى عبئًا كبيرًا وثقيلًا على معنويات جيش الاحتلال، الذي لم يحقق أي استحقاق ونصر في الميدان! الأمر الذي جعله أسير الكذب والتزييف وعدم المصداقية، مضيفًا على سرديته آلاعيب وخداعًا للداخل الإسرائيلي والمجتمع الدولي. وبالتالي، انعكس ذلك في هيئة ضغوط قوية على مجلس الحرب وحكومة الاحتلال في الجانب السياسي؛ مما ألزم مجلس الحرب الإسرائيلي بأن يُغيِّر سياسته ويُغيِّر أهدافه، وبالتالي سيدفعه ذلك عاجلًا أو آجلًا إلى الذهاب إلى طاولة المفاوضات مرغمًا، وليس كمين جباليا عنَّا ببعيد، فقد انتظر الإعلام العسكري للمقاومة بعد ما أعلن أبو عبيدة ما حدث قبل أسبوع، حتى خرج جيش الاحتلال ذليلًا من مخيم جباليا؛ فأعلن عن حقائق كان قد أَخبَرَ عنها مُسبقًا، ومنها قتل وأسر جنود إسرائيليين في الكمين. وهذا النوع من الحروب الإعلامية مطلوب بشدة في حروب الاستنزاف؛ فهي تضع من يجيد استخدامها في موقع لا يسمح لخصمه إعلان نصر أو استحقاق حتى لو كان وهميًا.

إنَّ الأداء الميداني الرائع لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وبقية فصائل المقاومة، يمضي بانسجام وتوافق تام مع أداء الإعلام العسكري، الذي يُوثِّقُ كل الأحداث والمعلومات أولًا بأول، عن إدائه العسكري والميداني، ويبث ما لديه من صورة دعائية تخاطب الشارع والجيش في إسرائيل مباشرةً، وهو ما تسبب في تفجير المظاهرات والاحتجاجات التي نشاهدها باستمرار لأهالي الأسرى مع من يُساندهم. هذا إلى جانب ما فرضه من ضغوط على الحكومة الإسرائيلية بضرورة استعادة الأسرى عبر الدبلوماسية؛ بل وأكثر من ذلك من خلال المطالبة بإسقاطها، ووقف الحرب والذهاب إلى طاولة المفاوضات.

لقد كان أداء الإعلام العسكري الفلسطيني بمقاطِعِه الإعلامية مقنعًا جدًا وبدرجة ممتاز في المجال الدعائي تحديدًا، فقد عصفت هذه الفيديوهات بأوراق مجلس الحرب والحكومة الإسرائيلية وبعثرتها، من خلال ما يتم نشره من مقاطع دعائية تترك في نهايتها عبارة "ما سُمح بنشره"، وكأنَّ هناك تكملة للصور وبقية للحديث، وأن هناك معلومات ستُنشر لاحقًا في حينها، وستكون بمثابة تحطيم معنوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن في الوقت المناسب!

وأخيرًا.. إنَّ الإعلام العسكري للمقاومة الفلسطينية مارس دورًا كبيرًا في تحطيم المعنويات النفسية للجيش الإسرائيلي وتأجيج مشاعر أهالي الأسرى، وقد نَفَذَ بمعلوماته الصادقة والصادمة، إلى منازل الإسرائيليين وفي عقر دارهم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حزب الله اللبناني يبث مشاهد من عملية استهداف مقر قيادة "اللواء 769" الإسرائيلية بـ"البركان" (فيديو)
  • وزير الرياضة يلتقي رئيس نادي السادس من أكتوبر لبحث المشروعات المستقبلية بالنادي
  • الصورة هي الرسالة
  • نتنياهو يسعى لعرقلة تعيين لجنة تحقيق قضائية في هجوم طوفان الأقصى
  • «الصحة الفلسطينية»: إسرائيل ارتكبت 4 مجازر خلال 24 ساعة راح ضحيتها 60 شهيدا
  • وزير إسرائيلي سابق: “إسرائيل” على حافة هزيمة استراتيجية غير مسبوقة
  • حكومة نتنياهو تعاني من صداع يؤرّقها .. وهذه الأسباب
  • إسرائيل في 24 ساعة.. الفصائل الفلسطينية تصدم «نتنياهو» وسقوط جنود الجيش قتلى والسرطان يضرب المستوطنين
  • ردا على بايدن.. حركة الفصائل الفلسطينية: سنتعامل بإيجابية مع أي مقترح لوقف الحرب
  • بيان لحركة الفصائل الفلسطينية: مستعدون للتوصل “لاتفاق كامل” يتضمن صفقة تبادل شاملة إذا أوقفت إسرائيل الحرب