عربي21:
2024-06-02@19:39:01 GMT

فلسطينيو الداخل في مواجهة مخاطر جمة

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

تطالعنا وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة يومياً بأنباء حول قرارات جائرة للتضييق على فلسطينيي الداخل المحتل.. وإضافة إلى محاولاتها الحثيثة لتهويد الزمان والمكان في الداخل الفلسطيني عبر إصدار قرارات وقوانين عنصرية زائفة، سعت الدولة المارقة إسرائيل وتسعى على مدار الساعة إلى تشتيت فلسطينيي الداخل وتمزيق نسيجهم الاجتماعي وجعلهم أقلية منعزلة عن الشعب الفلسطيني.



أصدرت إسرائيل خلال العقدين الأخيرين حزمة من القوانين العنصرية بغرض الضغط على فلسطينيي الداخل وأسرلتهم في نهاية المطاف وجعلهم هامشيين في كافة مسارات الحياة، ومن أخطر تلك القوانين، قانون القومية والقسم والولاء، وقانون عدم التزاوج مع فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة؛ وقبل ذلك تمّ فرض الخدمة العسكرية القسرية على الدروز والشركس في العام 1958؛ والهدف من وراء ذلك طمس الهوية العربية لفلسطينيي الداخل عبر تشتيت وتمزيق النسيج الاجتماعي.

في وقت اعتبرت فيه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1948 وجود الأقلية العربية في وطنها الأصلي خطراً على وجود إسرائيل في المدى البعيد، فقد انتهجت المؤسسات الإسرائيلية المختلفة سياسات ممنهجة تستهدف الاستمرار في الإرهاب والتمييز العنصري لإجبار فلسطينيي الداخل على الرحيل وإفراغ الأرض من أهلها الشرعيين وفرض الديموغرافيا القسرية التهويدية الإحلالية.

ومحاولة منها لطمس الهوية العربية الفلسطينية لفلسطيني الداخل، سعت إسرائيل وتسعى على الدوام إلى جعل الدروز والشركس قوميات منفصلة، وفرضت عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي منذ العام 1958 كما أشرنا، وحاولت التفريق بين العرب المسلمين والمسيحيين وتقسيم المسيحيين إلى طوائف شرقية وغربية، والمسلمين إلى مذاهب مختلفة، وقد توضح ذلك للمتابع للمجموعات الإحصائية الإسرائيلية الصادرة منذ لعام 1950، حيث تضمنت مسميات وتوصيفات إسرائيلية لفلسطينيي الداخل لترسيخ فكرة تفريقهم وتهميشهم والانقضاض على أحلامهم وآمالهم في حنايا وطنهم فلسطين.

انتهجت المؤسسات الإسرائيلية المختلفة سياسات ممنهجة تستهدف الاستمرار في الإرهاب والتمييز العنصري لإجبار فلسطينيي الداخل على الرحيل وإفراغ الأرض من أهلها الشرعيين وفرض الديموغرافيا القسرية التهويدية الإحلالية.ويمكن الجزم من خلال متابعات، فإنه رغم فرض الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي على الشباب العرب الدروز والشركس في نهاية الخمسينيات من القرن المنصرم، رفض العشرات الالتحاق بالخدمة أو عدم الانصياع لأوامر عسكرية بالذهاب لقمع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة إبان الانتفاضتين الأولى التي انطلقت في نهاية العام 1987، والثانية التي انطلقت من باحات الأقصى في نهاية سبتمبر / أيلول 2000، مما دفع السلطات الإسرائيلية لاعتقال وسجن العديد من الذين رفضوا الخدمة لسنوات عدة، وبطبيعة الحال، هناك وعي شعبي بين فلسطينيي الداخل، دفع بالكثيرين من الشباب الفلسطيني رفض فكرة تجنيد العرب في الجيش الإسرائيلي، التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي والثقافي بين فلسطينيي الداخل الذين وصل مجموعهم خلال العام الحالي 2023 إلى نحو مليونين وخمسين ألفاً، لجعلهم هامشيين في المستوى الاقتصادي والسياسي.

في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى تمزيق هوية فلسطينيي الداخل الحقيقية وتغييبها، كانت هبة يوم الأرض في الثلاثين من آذار / مارس من عام 1976 رداً ورفضاً لكافة سياسات الاحتلال الرامية إلى تهويد الأرض، وليصبح هذا اليوم يوماً وطنياً في تاريخ الشعب الفلسطيني يتم إحيائه سنوياً؛ وقد ساهم فلسطينيو الداخل في كافة مراحل الكفاح الوطني الفلسطيني والانضمام إلى فصائل العمل الوطني منذ انطلاقتها في البدايات، وذهبوا إلى أبعد من ذلك بتشكيليهم أحزاب ذات طابع عربي خاصة بهم في الداخل المحتل، لكن للأسف حصلت خلال انتخابات الكنيسيت الأخيرة تشظيات وانقسامات جديدة في القائمة المشتركة، الأمر الذي سيزيد من ضعفها في المستقبل وحضورها وقوة صوتها الضعيف أصلاً في ظل خارطة حزبية إسرائيلية تلفظ الفلسطيني وحضوره في الأساس في الحياة السياسية واتخاذ القرارات. 

ومن الأهمية الإشارة إلى حضور ومساهمة مباشرة لفلسطيني الداخل ودعمهم اللافت لأهلهم في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضتين الأولى والثانية .

مرّ خمسة وسبعون عاماً على نكبة الفلسطينيين الكبرى وإنشاء الدولة المارقة إسرائيل؛ ولم تستطع سياسات إسرائيل طمس هوية فلسطينيي الداخل وانتمائهم لهويتهم الوطنية الفلسطينية الواحدة الموحدة؛ وقد تمّ ترسيخها بشكل جلي خلال هبة الأقصى في أيار / مايو من العام 2021؛ حيث كانت المشاركة عارمة ولافتة ومباشرة لكافة الشرائح الاجتماعية في الداخل الفلسطيني بشكل جلي بفعالياتها وعلى امتداد الداخل؛ مدنه وقراه المحتلة، كمدينة اللد وأم الفحم وبئر السبع وحيفا عروس الساحل الفلسطيني الجميل.

*كاتب فلسطيني مقيم في هولندا

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني سياسات الاحتلال احتلال فلسطين رأي سياسات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فلسطینیی الداخل فی نهایة

إقرأ أيضاً:

اليمنيون يؤيدون عمليات القوات المسلحة في مواجهة التصعيد الصهيوني


وبزخم شعبي متواصل دون كلل أو ملل، فاض ميدان السبعين بحشود بشرية مليونية في أكبر المظاهرات عالميا التي تخرج دعما وإسنادا لغزة، تلبية لدعوة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي.
وحمل المتظاهرون رايات الحرية والأعلام اليمنية الفلسطينية، واللافتات المنددة بالعدوان الصهيوني على غزة، معبرين عن استنكارهم لجرائم الأمريكية والصهيونية بحق أهالي غزة، منددين بالخذلان العربي والإسلامي للشعب الفلسطيني.
وهتف المحتشدون بعبار منها (اسمعها من يمن العزة.. يا حلف الشر هُنا غزة) (حمداً لله الديان.. أن وفَّق يمن الإيمان- ليواجه دول الطغيان.. أن يكسر قرن الشيطان)، (الشعب اليمني استنفر.. لن يتراجع أو يفتر)، (سماؤنا مستنفره.. و"الإم كيو" مبـوّره)، (في اليمن أمريكا انهارت.. فخر صناعتها بارت)، (الحملات الإعلامية.. ضد بلادي تضليليه)، (الحملات التشويهية.. أمريكية صهيونيه)، (افكر واعقل يا ابن سعود.. درب الأمريكي مسدود)، (قوليها يا أرض النيل.. لن نقبل بإسرائيل) (أمريكا والعِبـريّـة.. تهديدٌ للبشـريّـة)، (أمريكا والعِبـريّـة.. تهديدٌ للبشـريّـة)، (ألف تحية ألف.. لقواتنا الجوية.. لقواتنا البحرية).
كما هتفوا بعبارات (من يعبث بالاقتصاد.. بانوقف له بالمرصاد)، (ألف تحيه ألف تحيه.. منّا لرجال الجوية)، (الجهاد الجهاد.. كل الشعب على استعداد)، (يا غزة يا فلسطين.. معكم كل اليمنيين)، (يا غزة واحنا معكم.. أنتم لستم وحدكم)، (الشعب اليمني كبَّر.. الموت لأمريكا الشر)، (بقيادة وارث حيدر.. الموت لأمريكا الشر)، (بمعونة من لا يُقهر.. الموت لأمريكا الشر)، (في المتوسط والأحمر.. الموت لأمريكا الشر)، (صاروخية ومسيّر.. الموت لأمريكا الشر)، (بحرية جوية بر.. الموت لأمريكا الشر).
وبارك المحتشدون عملية الرد للقوات المسلحة السريع باستهداف حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور" في البحر الأحمر، ردا على الغارات والجرائم الأخيرة التي ارتكبها العدوان الأمريكي البريطاني في صنعاء والحديدة والتي أدت إلى استشهاد وإصابة 58 مواطنا.
وأدانوا الحرب الاقتصادية لتحالف العدوان السعودي الأمريكي ضد الشعب اليمني المحاصر وأخرها استهداف البنوك العاملة في المحافظات الحرة، مطالبين القوات المسلحة بلجم من يعتدي على قوت المواطن ولقمة عيشة.

بيان مسيرات (مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات) يؤكد الثبات في الوقوف مع فلسطين

يواصل الكيان الصهيوني بدعم ومساندة أمريكية وأوروبية ارتكاب جرائمه ومجازره الكبرى بحق الشعب الفلسطيني المظلوم في سياق حرب الإبادة الشاملة للشهر الثامن على التوالي.

أكد بيان مسيرات (مع غزة.. تصعيد مهما كانت التحديات) أن الشعب اليمني يخرج في مسيرات كبرى نصرة للشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين واستنكارا للجرائم الصهيونية ومناهضة للعدوان الصهيوني الأمريكي على غزة.

وحيا البيان صمود واستبسال الشعب الفلسطيني المجاهد الصابر، وثبات وبطولة مجاهديه العظماء في وجه أكبر حرب عنصرية همجية حاقدة.

كما حيا العمليات البطولية الأسطورية للمجاهدين الفلسطينيين في غزة الضفة، وللمجاهدين لبنان والعراق، وللعمليات النوعية لقواتنا المسلحة الشجاعة ضد سفن العدو.

وحذر تحالف العدوان السعوي الإماراتي من الخنوع للضغوط الأمريكية والصهيونية، من المضي في مؤامراتهم لاستهداف ما تبقى من هامش محدود للاستقرار المعيشي للشعب اليمني، في محاولة لثني اليمن عن موقفه عن مناصرة الشعب اليمني.

وخاطب تحالف العدوان بقوله: موقفنا في مناصرة الشعب الفلسطيني ثابت ولن يتغير مهما كانت التحديات، مؤكدا أن صب الزيت على النار سيشعلها في وجوه وأكباد المتورطين.

ودعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى مساندة الشعب الفلسطيني بكل أشكال المساندة العملية المؤثرة، والاتجاه إلى التربية الإيمانية الجهادية الواعية والمسؤولة لحماية المجتمعات والأجيال من خطر التمييع والانحلال.

حذر من الانسياق وراء الخداع والتظليل الذي تمارسه أمريكا للتنصل من مسؤوليتها عن الجرائم المقترفة بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، مؤكدا أن أمريكا هي الشريك الأول والأكبر في كل جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.

دعت المسيرات حكام البلدان العربية والإسلامية إلى مواقف عملية ملموسة وعدم الاكتفاء بالبيانات السياسية الباهته، مؤكدا ضرورة القيام بإجراءات عملية عاجلة بقطع العلاقات مع كيان العدو الصهيوني ومنع تزويده بالمؤن والسلع والبضائع عبر موانئهم ومطاراتهم.

وعبر البيان عن تضامننا الكامل مع الشعب المصري الشقيق إزاء العدوان الصهيوني على الجنود المصريين في معبر رفح والذي أدى إلى استشهاد وجرح عدد منهم، مؤكدا الوقوف مع حق مصر حكومة وشعبا في الرد الحازم على هذا الاعتداء الأرعن.

وأشاد بالتحرك الشعبي في مختلف البلدان نصرة للشعب الفلسطيني، محييا استمرار الحراك الطلابي نصرة لفلسطيني في عشرات الجامعات الأمريكي والأوروبية، منددا بما يتعرض له الطلاق من قمع من قبل اللوبي الصهيوني وداعميه في الحكومة الأمريكية والأوروبية.

كما أشاد البيان بمواقف إرلندا وإسبانيا والنرويج، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مجددا الإشادة بالمواقف الشجاعة لعدد من دول أمريكا الجنوبية بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ومقاطعة بضائعه، داعيا كافة دول العالم وشعوبه إلى مقاطعة شاملة لسع وبضائع الكيان الصهيوني.

وجدد التأكيد على الاستمرار في التعبئة والاستنفار بعزيمة عالية، ومواصلة الفعاليات والمسيرات الكبرى، مخاطبا الشعب الفلسطيني لستم وحدكم ونحن معكم حتى النصر بإذن الله.

 

مقالات مشابهة

  • "نيويورك تايمز": تصريحات نتنياهو لا تستهدف الرد على خطة بايدن بقدر ما تستهدف الداخل الإسرائيلي
  • البديوي يدين محاولات إسرائيل تقويض جهود الأونروا
  • لميس الحديدي: اقتراح بايدن لوقف حرب غزة جاء بعد إدراك واشنطن فشل إسرائيل
  • محلل سياسي: إسرائيل تحاول جذب مصر للدخول في دائرة الصراع (فيديو)
  • بايدن يحذر : هناك مخاطر بزيادة عزلة إسرائيل في العالم
  • 24 مسيرة جماهيرية تأكيدا على الصمود في مواجهة العدوان وتضامنا مع فلسطين
  • 24 مسيرة جماهيرية حاشدة في الحديدة لتجديد موقف الصمود في مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني والتضامن مع الشعب الفلسطيني
  • اليمنيون يؤيدون عمليات القوات المسلحة في مواجهة التصعيد الصهيوني
  • نائب الأمين العام لحزب الله: تحرير فلسطين لا يتم بالمفاوضات بل بالسلاح
  • كيف تتجنب مخاطر تناول اللحوم الحمراء بكثرة خلال عيد الأضحى؟