يقول مطلعون إن شركات رأس المال الاستثماري الصينية تحقق نجاحات متزايدة في الشرق الأوسط، ولاسيما السعودية والإمارات، بفضل صفقات ذات أسعار أكثر قوة وفراغ متزايد يتركه المنافسون الغربيون في المنطقة، بحسب تقرير لجاك داتون بموقع "المونيتور" الأمريكي (Al Monitor).

وتستثمر شركات رأس المال الاستثماري في المنتجات والخدمات التي يستخدمها المستهلكون يوميا، وهي عادة تمول وتوجه الشركات الناشئة.

داتون تابع، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "هذا التطور يأتي على خلفية تحسن العلاقات بين الصين والعديد من دول الشرق الأوسط وسلسلة مؤتمرات إقليمية العام الجاري تهدف إلى تعزيز الاستثمار في المنطقة".

وأضاف أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال، من منظور أمني، اللاعب المهيمن في الشرق الأوسط، إلا أن الصين قدمت نفسها مؤخرا كوسيط، إذ توسطت (في مارس/ آذار الماضي) في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، أكبر منافسين في المنطقة".

كذلك "رحبت الصين بانضمام مصر وإيران والسعودية والإمارات إلى مجموعة بريكس (بداية من مطلع يناير/ كانون القاني المقبل)، والتي تضم الاقتصادات الناشئة الرئيسية، وهي خطوة عززت علاقات بكين مع الشرق الأوسط"، كما أردف داتون.

اقرأ أيضاً

الممر الاقتصادي.. هل تضغط أوروبا على الخليج لإبعاد الصين قليلا؟

الحصان الأسود

ليم ساي تشيونغ، الرئيس التنفيذي لشركة "سعودي فينشر كابيتال" للاستثمار ومقرها الرياض، قال إن "نشاط رأس المال الاستثماري الصيني زاد في السعودية.. إلى جانب الفرنسيين، ينشط الصينيون أيضا بشكل كبير (في المملكة)".

ليم بيّن أن شركات رأس المال الاستثماري الصينية غالبا ما تقوم بتسعير الصفقات بشكل أكثر قوة من نظيرتها الأوروبية والأمريكية و"أعتقد أن الحصان الأسود هم الصينيون".

وأضاف أن مستثمري رأس المال الصينيين يركزون على قطاعات من بينها الطاقة (الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري)، بالإضافة إلى البناء والتكنولوجيا.

وأفاد بأن السوق لا يزال يتطور، لكنه يتوقع أن تفتح المزيد من الشركات الصينية الكبيرة مكاتب في السعودية، وستأتي معها صناديق رأس المال الاستثماري من الصين.

ومضى ليم قائلا: "سواء كانت شركة هواوي أو شركات البناء الكبرى في العالم أو علي بابا، أتوقع أن أرى دفعة أكبر من قِبل الحكومة (الصينية) للشركات الكبرى (ذات الصلة بالحكومة) وكذلك المنافسين الآخرين (للانتقال إلى السعودية)".

اقرأ أيضاً

من النفطي إلى النووي.. علاقات الطاقة قاطرة تعاون واسع بين الصين ودول الخليج

أفضل التقنيات

"الصينيون يتوسعون في كل مكان بحثا عن أفضل التقنيات لدعم أهدافهم الاستراتيجية"، بحسب ماكسيميليان وينتر، الرئيس التنفيذي لـ"هارمونيكس" (Harmonix)، وهي شركة رأس مال استثماري مقرها في ماساتشوستس بالولايات المتحدة وتستثمر في علوم الحياة والرعاية الصحية والتكنولوجيا في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

وينتر تابع: "أظن أن هذه الخطوة ترجع إلى مزيج من بيئة الاستثمار التكنولوجي الودية في الشرق الأوسط واللوائح والقيود التي فرضتها الصين مؤخرا ضد بعض شركات التكنولوجيا والتي ربما جعلت الاستثمارات المحلية أقل جاذبية".

ولاحظت "هارمونيكس" وجود اتجاه متزايد للتعاون بين المستثمرين من الشرق الأوسط والصين في مجال التكنولوجيا الحيوية، وتحديدا في مجالات الأمراض المرتبطة بطول العمر والذكاء الاصطناعي وشركات الرعاية الصحية، وفقا لداتون.

وتابع: "مثلا، تنظر شركة الاستثمار الإماراتية "مبادلة" المملوكة للدولة إلى الرعاية الصحية باعتبارها استثمارا وطنيا في البنية التحتية، وهو شعور ثقافي يبدو أن المستثمرين الصينيين يشاركونه".

اقرأ أيضاً

من النفطي إلى النووي.. علاقات الطاقة قاطرة تعاون واسع بين الصين ودول الخليج

منافسة خليجية

ويتبع سوق رأس المال الاستثماري في السعودية نظيره في الإمارات، وهو الأكبر في الشرق الأوسط، فوفقا لأرقام شركة البيانات MAGNiTT، تلقت الإمارات 1.19 مليار دولار من تمويل رأس المال الاستثماري في 2022 مقارنة بـ987 مليون دولار للسعودية، كما أردف داتون.

وقال إن "بيئة الأعمال المواتية في الإمارات والنظام البيئي المزدهر للشركات الناشئة والموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ والدعم الحكومي لرواد الأعمال، جعل الدولة الخليجية جذابة لمستثمري رأس المال الاستثماري".

وأضاف أن "مصر والسعودية والإمارات هي الأسواق في المنطقة التي تجتذب أكبر عدد من رؤوس الأموال الاستثمارية، إذ مثلت 65٪ من الاتفاقيات في الشرق الأوسط وأفريقيا في 2022، وفقا لشركة Mordor Intelligence".

و"كانت هناك شهية قوية لتمويل العمل في المشاريع المتعلقة بأجندة رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط، إذ تضع الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كعوامل رئيسية لضمان ازدهار المملكة"، بحسب داتون.

وقال ليم: "بطبيعة الحال، وبالوتيرة التي تنمو بها، يمكنها (السعودية) اللحاق بالركب، لكن يجب أن نتذكر أن الإمارات لا تكتفي بأمجادها، بل تمضي قدما وتبتكر أشياء جديدة في المناطق الحرة لتسهيل الأمر على الشركات".

اقرأ أيضاً

لهذه الأسباب تتجاوز الروابط الاقتصادية الوطيدة بين الصين والخليج النفط والغاز

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الصين شركات السعودية الإمارات السعودیة والإمارات فی الشرق الأوسط فی السعودیة فی المنطقة اقرأ أیضا بین الصین

إقرأ أيضاً:

مصر تشارك في مؤتمر «آفاق العمل الرقمي من الشرق الأوسط وإفريقيا» 2024

شاركت مصر، ممثَلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في مؤتمر «آفاق العمل الرقمي من الشرق الأوسط وإفريقيا» الذي نظمته الشبكة الدولية للعمل الرقمي، بالتعاون مع مركز إتاحة المعرفة من أجل التنمية بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومنظمة العمل الدولية، ومنصة العمل الرقمية يوم 28 مايو في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وشاركت الوزارة في حلقة نقاشية -خلال المؤتمر- حول "تعزيز الإدماج والعمل اللائق في الوظائف الرقمية" حيث تم مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه الجهات الفاعلة المحلية والدولية لإطلاق العنان للعمل اللائق في الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما في مصر.

وسلطت الجلسة الضوء على الجهود المبذولة لتسريع عملية التحول الرقمي في مصر لتصبح مركزًا رقميًا دوليًا ومركزًا للمعلومات وبيانات الأسواق في أفريقيا وآسيا وأوروبا، وكذلك تم تناول عوامل التمكين الرئيسية التي تستثمر فيها الحكومة لتشجيع استيعاب التكنولوجيا من أجل تعزيز الاقتصاد المحلي وتوليد المزيد من فرص العمل، الأمر الذي يتحقق من خلال استراتيجية الوزارة التي ترتكز على بناء القدرات ورعاية الإبداع التكنولوجي وتعزيز البنية التحتية التكنولوجية لاستيعاب كافة المستجدات في هذا المجال.

كما تم الإشارة إلى الخطوات التي تتخذها وزارة الاتصالات لتعزيز الوصول ودمج كافة فئات المجتمع في الاقتصاد الرقمي من خلال تهيئة كافة أفراد المجتمع للتحول الرقمي بالتوجه نحو استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها في كافة مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وتحرص الوزارة على إتاحة الفرص للجميع من خلال مبادراتها المجتمعية التي تستهدف تعزيز الإدماج والوصول إلى أدوات التكنولوجيا، مع التركيز بشكل أكبر على النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، لذا أطلقت الشبكة القومية لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة بهدف ربط ذوي القدرات الخاصة مع جهات الأعمال والتدريب والتوظيف من أجل توفير فرص حقيقية للتدريب التوظيف وزيادة فرص هؤلاء الأشخاص في الحصول على وظيفة لائقة يمكن من خلالها تحقيق الدمج الكامل لهم في المجتمع.

وتنفذ الوزارة مشروعات أخرى في عدة مجالات محفزة على تحقيق التأثير الإيجابي للتكنولوجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي لزيادة عوامل النمو والإنتاجية، منها تحسين الرعاية الصحية من خلال المبادرة الرئاسية للتشخيص عن بُعد باستخدام الحلول التكنولوجية.

وتطرقت الجلسة إلى دور مبادرة «المواطنة الرقمية والحماية على الإنترنت» في تعزيز الاستخدام الآمن للتكنولوجيا والحماية من التهديدات الرقمية، والتأهيل لعملية التحول الرقمي.

وتم استعراض دور مبادرة «قدوة-تك» في تشجيع وتمكين السيدات من اكتساب المهارات باستخدام حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لبناء قدراتهن وتعزيز تمكينهن الاجتماعي والاقتصادي.

وتناولت الجلسة، موضوع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في ابتكار حلول تقنية لمواجهة كافة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وبالتالي تحسين أداء الخدمات المقدمة للمواطنين في مجالات الصحة والتعليم والحوكمة والطاقة والبيئة وغيرها، بالإضافة إلى تحسين اتخاذ القرارات التنفيذية والاستراتيجية.

وتجدر الإشارة إلى أن مؤتمر "آفاق العمل الرقمي من الشرق الأوسط وأفريقيا" جمع العديد من الخبراء والأكاديميين في مجالات التنمية المستدامة والعمل الرقمي والتحول الرقمي. ووفر المؤتمر منصة فريدة لتقديم الأبحاث المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يوفر فرصًا للباحثين والممارسين للتعامل مع عدة موضوعات، مثل المنصات والأتمتة والعمل بوساطة التكنولوجيا وغيرها.

اقرأ أيضاًلقمان: البنك المركزي أحرز تقدمًا في دمج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة بالقطاع المصرفي

بنك مصر يخفض الفائدة 2% على أول شريحتي رصيد داخل حساب سوبر كاش الجاري

مقالات مشابهة

  • اختيار هالة بدري شخصية إبداعية بارزة في الشرق الأوسط
  • مصر تشارك في مؤتمر «آفاق العمل الرقمي من الشرق الأوسط وإفريقيا» 2024
  • قمة صينية مع الزعماء العرب.. ماذا تريد بكين؟
  • بعد قليل.. الرئيس الأمريكي جو بايدن يلقي كلمة حول الشرق الأوسط
  • اليوم.. بايدن يوجه خطاباً بشأن تطورات الشرق الأوسط
  • خلال ساعات.. خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط
  • أحداث الشرق الأوسط وأوكرانيا وتايوان في صلب محادثات وزيري الدفاع الصيني والأمريكي
  • توضيح رسمي حول مشاركة ڤان دام في بطولة فيلم سينمائي مع محمد رمضان
  • البيت الأبيض: مباحثات أمريكية صينية عن حرب أوكرانيا والتحديات في الشرق الأوسط
  • البيت الأبيض: نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض التقى نائب وزير الشؤون الخارجية الصيني وبحثا حرب روسيا ضد أوكرانيا والتحديات في الشرق الأوسط